الرسول صلى الله عليه وسلم يبكى وفاء" عند قبر امه

وفاء الرسول صلى الله عليه وسلم لامه امنه بنت وهب ومرضعته حليمه السعديه وغيرهن ممن صنعن له معروفا يعد نموذجا فريدا يحتذى به فى البر والاحسان فى الحياه وبعد الموت
فاذا نظرنا فى سيره الرسول صلى الله عليه وسلم نجد انه كان الابن البار والمحب الودود الوفى
فهناك احداث لم تفهم فى حينها وانما عرف فيما بعد ان الله سبحانه وتعالى اعدها ليكون صفيه وخليله حاليا من موثرات بشريه فبعد موت ابيه عاشت امه امنه ترعى وليدها وتحنو عليه حتى بلغ السادسه من عمره ثم ذهبت لزياره قبر ابيه بيثربعند اخواله من بنى النجار ولم يكن يعلمان هذه الارض التى ضمت عظام ابيه هى الارض التى سياهجر اليها وتشهد الدنيا امجاده عليها ويضم ثراها جسده الطاهر وتصبح للملايين من المسلمين.

عندما نزل الموت بامنه فى طريق عودتها الى بلد الله الحرام فى هذه الصحراء الموحشه ومعها (بركه) ام ايمن ومحمد الطفل الصغير لم ينسها الرسول صلى الله عليه وسلم وهى تضمه وهى
تحتضر وتقول ّ كل حى ميت وكل جديد بال وكل بير يفنى وانا ميته وذكرى باق فقد تركت خيرا وولدت طهرا ّلم تمح هذه الصوره من مخيله الرسول صلى الله عليه وسلم بالرغم من الاحداث الجسام.
قال عبدالله بن مسعود :خرج النبى صلى الله عليه وسلم يوما حتى انتهينا الى المقابر فجلسنا حتى تخطى الرسول الى قبر فجلس اليه يناجيه طويلا ثم ارتفع صوته ينتحب باكيا--فبكينا لبكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له عمر بن الخطاب رضى الله عنه ما الذى ابكاك يارسول الله فقال:ان القبر الذى اناجيه قبر امى امنه بنت وهب وانى استاذنت ربى فى زيارتها فاذن لى.
وكان وفاء الرسول صلى الله عليه وسلم لكل من صنع له معروفا فى صغره فكان اذا راى ام ايمن احسن لها وبش وتذكر رحلته معهاوموقفها عندما ماتت امه وكان يقول هى امى ...وكانت ثويبه ملاه عمه ابى لهب ترضعه لما ولد ،ولم ينس لها ذلك فكان دائم الصله لها وهو بمكه وكذلك بعد ان هاجر ولما فتح مكه سال عن ابنه مسروح فقيل له انه مات ولم يبق من قرابتها احد.
وقد سجل التاريخ حفاوته بمرضعته حليمه السعديه فلما جاءته بسط لها رداؤه فجلست عليه- وبسبب حليمه رد على بنى بكر من هوازن ما اخذ منهم وهو موقف بالغ الرحمه والعطف والمرؤه، اذ جاؤه وفد هوازن فقالو يارسول الله: انما فى الحظائر عماتك وخالاتك وحواضنك وهم يستغيثون بامه التى ارضعته، وكان النبى صلى الله عليه وسلم قد قسم فقال" اما ما كان لى ولبنى عبد المطلب فهو لكم ولكنه لم يكتف بذلك فاراد ان يرد عليها كل ما اخذ منهم اكراما للسيده التى ارضعته"

وهكذا علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم الوفاء للام ورد الجميل لمن احسنوا اليه.

الرسول صلى الله عليه وسلم يبكى وفاء" عند قبر امه 449469

الرسول صلى الله عليه وسلم يبكى وفاء" عند قبر امه 449469

امير الدهاء
الخميس 20/3/2008
12ربيع الاول 1429هجريه

صلى الله عليه وسلم
مشكوووووور على المجهود