يا عطــــراً علمتــك الأرضُ كيـــــف
تحمي حماها ، وتعشق ثراها الرطب ..
وكيف تصــــــد ضباع الليلِّ ، رأســــــك
مرفوعٌ ما خرَّ يوماً وما سجد لمغتصب ..
يا من وثبت كالنمورِ تزمـجر ، وتثور
تعيدُ لبــــــــــــلادك كل شريدٍ مغترب ..
ها أنت تعــــــــانق التـــــرابَ شهيداً
بدمٍ كعطر الأنبياء منساب ، و منسكب ..
والأرض تــــــدفئ جسدك بعــــــــد أن
أبكى السياطَ وأدمى القيــــــد المنتصب ..
محمودُ هـــــــذي راياتُكـ تشرعُ بالنور ِ
كضياء الصبــــــــــحِ ورفيف السحب ..
تلف بخفــــةٍ ســواعد الأبطـــــــــــــال
المصـــــــــلوبة والممــــتدة كالشـهب ..
ما أدرت للعـــــــدى وجهكـ أبـــــــداً و
من الثـــــوارِ ورثت الجســــد والقلب ..
زحفتَ تغـــــير كريــاحُ الثأر تعصف و
ترجم الحدود بلحمك المضيء الملتهب ..
محمود هذا دمك صــــــــار تريــــاقاً
يعالج جراح الأرض في زمن الحرب ..
واسمك كـــــدفقة بـــــرقٍ في دمانـا
بــــــحروف الوطــن القدسي قد كُتب ..
يوم امتطيت صهوات الشهادة في عزةٍ
وخلفك جيش الأحرار لك جاه وحسب ..
علـــــــــمتنا كيف تحيينا مبــــــادؤنا
ونصيحُ معاً أحد ، أحــد لكلِّ مغتصب ..
على دربك المصلوبُ ســـوف نمضي
ونزف لك البشرى فانتظرنا وارتقب ..
يا بن الوطن المطارد في أكف الثوارِ
يا خير من جادت بهم أمهات العرب ..